About Mniha

 

 

Home
Up
About Ziad
Albums
Theater
Radio Shows
Photos
Joseph Sakr
Fans
Links

 

زياد وغسان الرحباني معاً لأول مرة
الأغنية الشبابية تستجوب الواقع

 

  جذبت كاريزما زياد الرحباني وموسيقاه وأغنياته حضورا واسعا إلى حفله المشترك <<منيحة>> مع ابن عمه غسان الرحباني. التقيا على مصدري الأغنيتين الشبابيتين المتفاوتتين على صعيد التأليف والتوزيع. ذلك أن الأغنيتين، وإن اختلفتا في لسعة المادة السردية، إلا أنهما التقتا على المصدر الواحد. مادة كبيرة وشاملة، تتصل بأحداث لها صلة بالبلد وأحداث القرن الماضي، غير أنها، على الرغم من ذلك، بقيت طازجة وذات طابع استجوابي دائم، عبر الفكرة الشخصية لزياد الرحباني، أكثر من غسان الرحباني، وعبر استقصاءات عابرة وسريعة.
طبخ زياد الرحباني <<منيحة>> على معتقداته السابقة، في نسق بات معروفا عنه. تقديم ثم أغنية أو معزوفة. مقاطع مؤلفة خصيصا بالحفل الجديد، ومقاطع أو أغنيات قديمة. القديمة أكثر، القديمة طاغية، وهي شكلت الانصاب العالية في <<منيحة>> التي حملت مزيجا من المرارة والزهو في أغنية زياد الرحباني. هيام أبو شديد وبطرس فرح، قدما الاستهلاليات الكلامية. أبرز الاستهلاليات هذه، من برامج زياد الرحباني الإذاعية <<العقل زينة>>. تذكر الجمهور في هذه الاستهلاليات أياما غابرة. حين روى زياد الرحباني، بلسان أبو شديد وفرح، حكاية مصنع الأحذية المسروق في منطقة الشياح أو حين أشار الى التفاوت بالمعاملة بين الأخت والحبيبة.
<<بما إنو>> وبصراحة و<<ان فار شي نو>> وغيرها من زياد الرحباني. و<<ممنوع>> و<<كتب عليك العمل ببلاش>> وغيرها من غسان الرحباني. إلا أن علاقة غسان الرحباني بأغنية زياد الرحباني، بقيت علاقة تخيل محض. باعتبار أن غسان الرحباني، بات مترددا وهو يؤدي أغنية زياد الرحباني، حتى بدا وكأنه خارج مساراتها، وقرأ كلمات الأغنيات عن ورق النوطات، وأخذ الميلوديات في هذا الآن أو ذاك، الى انحرافات لحنية، لم تقم علاقة آرائية صحيحة، ولو بتصرف. أما أداؤه أغنياته، فهو أداء من يمتلك مادته، في سلاسة الامتلاك وإرسال الملكات في مسالك ومسارات طيبة لأنها طبيعية، وغير مقتبسة عن روح أخرى ومزاج آخر وإلهام آخر.
قدم زياد الرحباني جديدا ك<<دعوى ضد مجهول>>. ذكر الرحباني في الجديد وفي القديم المتجدد، بامتلاكه بؤرا تأليفية، لا تزال ذات أسطورة بالغة، وخصوصا على صعيد التوزيع. مهاراته في التوزيع رأسمال أبدي، في تلك الحساسية الفائقة، حساسية موضوعية تعمّر الألحان في توزيعات، تقوم على قلب الإيقاعات في أحيان، وعلى التعبير عن الموقف الذاتي من الكلاسيكيات بدون حيل. ذلك أن زياد الرحباني، المؤلف، مؤلف ميولوديات وهارمونيات، تميل إلى زعزعة القناعات، في الضرب على التأملات النشطة للمخيلة الموسيقية الواسعة والرحبة. اقتراحاته دائمة، في قلب المعادلات، وفي وظائف موسيقية، تنأى عن النزهات المترفة، لصالح حوار الإبداع في جنة التجربة.
تداخل وتقاطع لفنون، على قدر من الاختلاف والمغايرة في صوت، لا يزال يجد أصداء لافتة لدى جماهير الشباب، من حيث طبائعه التعبيرية ومن حيث تكويناتها الفيزيائية. تجربة، ليست عرضة للتضاؤل. على العكس من ذلك تماما، ولو أنها، تحن الى المسرح وهي تقدم الموسيقي، تحن إلى الموسيقى وهي تبحث عن هوامش المسرح في مسرحة حضور الموسيقى.
في <<المون لاسال>> احتشد المئات. امتلأت الكراسي الأقل كلفة، قبل أن تغص الكراسي الأغلى سعرا بأصحابها وبأصوات الداخلين دائما بجمل من مسرحيات زياد الرحباني أو بجمل شخصية. الله يرحمك يا جوزف صقر. وأصعد إلى كفرنبرخ وغيرها. جمهور مشوش على نفسه، بدون تململ. لم ينتبه زياد ولا غسان الرحباني ولا الآخرون، على خشبة المسرح الى ذلك. العجقة على الخشبة، أخفت ذلك، ذوبته في أجواء أوركسترا آلات النفخ والكيبورد والطبلة والآلات الوترية وكورال الشباب والصبايا.